الدكتور فؤاد زمكحل- رئيس الاتحاد الدولي لرجال و سيدا الأعمال اللبنانيين وعميد كلية USJ ادارة الأعمال في جامعة القديس يوسف

في مقابلة مع صوت الانتشار:

لا شك أن لبنان يمرّ اليوم بأصعب الفترات من تاريخه الاقتصادي والاجتماعيّ والماليً والنقدي وحتى السياسيّ والأمنيّ. لا تُعتبر هذه الأزمة الأصعب بتاريخ لبنان فقط ولكنها أيضًا الأصعب بتاريخ العالم منذ العام 1850 كما وصفها كل من البنك الدوليّ وصندوق النقد الدوليّ.

يواجه لبنان والاقتصاد اللبناني اليوم هذه الأزمة الكارثيّة والتغييّر في “نهج العمل” بعد جائحة كوفيد_19 التي ستغيّر حتمًا اقتصادات العالم أجمع ما يعني استحالة استدامة الاقتصاد اللبناني وانهياره بالكامل.

في هذا السياق، يتمثل كل همنا الآن بأن نعيد بناء هذا الاقتصاد استنادًا الى أهداف ووقائع وأرضيّة متينة من أجل أولادنا وأحفادنا.

من جهة أخرى، “ستتبخر” بلا شك جميع مساعدات المجتمع الدولي والبنك الدولي والبلدان المانحة في مؤتمر سيدر بسبب الفساد إذا لم يكن هناك من نيّة حقيقيّة للبنان واللبنانيين في اتخاذ قرار استعادة الثقة باقتصادهم وببلدهم.

يُعتبر هدفنا الأول اليوم هو أن نعيد إطلاق عجلة الدورة الاقتصادية وأن نستعيد الثقة بلبنان وباقتصاده وبالشركات اللبنانيّة. لن يحصل هذا الأمر الا إذا قرر اللبنانيون بحد ذاتهم ذلك، فهم من يدفعون الآن ثمن خياراتهم السيئة في بعض الأحيان.

ومن أجل حصول هذا التغيير، يجب أن يتحد معًا كل من اللبناني المقيم واللبناني المنتشر الذين أجبر على ترك بلاده للأسباب نفسها التي نمر بها اليوم.

ويعتبر لبنان موجودًا في كل بلدان العالم من خلال المغتربين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مباشرة مع اللبنانيين المقيمين في إعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني والسياسة في لبنان.

لذلك، يتمثل الحل الوحيد لإعادة إطلاق عجلة الدورة الاقتصادية هو استثمارات المغتربين في الاقتصاد اللبناني وفي الشركات اللبنانية وليس فقط في القطاع المالي أو النقدي. لن نستطيع إعادة بناء الاقتصاد اللبناني الا بتآزر الشركات المقيمة والشركات المغتربة وبقدرتنا على تصدير معرفتنا وسلعنا وباستقطاب أموال من الخارج عبر المغتربين.

وهنا أرغب بتوجيه تهنئة من القلب الى المغتربين اللبنانيين على تحقيق نجاحات كبيرة من الصفر وعلى بناء “لبنان صغير” في جميع بلدان العالم. كما نطلب منهم المساعدة في بناء لبنان، لبنان أجدادكم، لبنانكم، ولبنان أولادنا.